انتهت مرحلة الدراسة الثانوية وحان وقت الدخول في سباق جديد من نوعٍ آخر تقضي فيه أربعة أعوامٍ أو أكثر، يتطلب منك درجةً من المسؤولية والتأني في الاختيار.
مر الكثير بمثل هذه التجربة من قبل؛ البعض منهم يتسرع ويتخذ خيارًا غير مناسب، والبعض يفضل أخذ استراحة لمدة عام فيما يُعرف بالـ Gap Year للاسترخاء والحد من التوتر والبحث وجمع المعلومات الدقيقة عن كل تخصص عن طريق الالتحاق بتدريبات أو برامج محاكية لسوق عمل ونمط الدراسة لبعض من التخصصات.
ما هو التخصص الجامعي؟
هو المرحلة الدراسية التالية بعد الانتهاء من دراسة المرحلة الثانوية أو البكالوريا، لتنتقل من كونك طالبًا إلى طالب أكاديمي. تختلف هذه المرحلة في كونها ذات قيود دراسية أقل، على سبيل المثال حضور المحاضرات ليس إجباريًا 100%، أيضًا تتمتع أوقات الدراسة بالمرونة بعض الشيء فلا يشترط أن تبدأ يومك الجامعي مبكرًا مثل طابور الصف المدرسي.
المرحلة الجامعية تدرس بها تخصص واحد أو تخصصين مرتبطين ببعضهما على الأكثر، بمعنى أدق لن تدرس كل المواد المختلفة، بل ستتعمق وتتوسع في دراسة علم واحد مثل الهندسة أو اللغات أو الطب على مدار أربع سنوات.
المرحلة الجامعية هي المرحلة الدراسية الأخيرة ولكن يفضل البعض الالتحاق بدرجات علمية أعلى (الدراسات العليا) مثل التمهيدي والماجيستير والدبلومة والدكتوراه. يستطيع الطالب عند الانتهاء من مرحلة البكالوريوس أن يتوجه إلى سوق العمل.
نصائح عند اختيار تخصصك الجامعي
نحن لسنا هنا لنثير التوتر والقلق في داخلك، بل لمساعدتك وتبديد هذا القلق والحيرة لننتقل معًا إلى نصائح عملية تنفعك عند اختيار تخصصك الجامعي. إليك هذه النصائح:
1- اعرف نفسك أكثر
الجدير بالذكر أن صلاحية هذه النصيحة ممتدة إلى مدى الحياة! لأن الإنسان يتغير ويجدد ويعدل من رأيه وأفكاره واختياراته من آن لآخر. اقرأ أنواعًا مختلفة من الكتب واستمع إلى بودكاست جديد وناقش أشخاص بأعمار متفاوتة من حولك، اخرج من الدائرة المعتادة وانطلق في دوائر أوسع.
كن في الحياة فاعلًا ومؤثرًا، ستكتشف حينها مواطن الضعف والقوة في شخصيتك.
2- ركز على اهتماماتك وتفضيلاتك
حلل شخصيتك من خلال المشاركة في العديد من التجارب والأنشطة مثل التطوع لتعليم الأطفال، أو الطهي أو العناية بالمسطحات الخضراء أو العناية بالحيوانات. كما يمكنك تجربة السفر أو التجول في المعالم السياحية المشهورة في بلدك.
جرب الكثير من الأنشطة الجديدة بالنسبة إليك، لأن كل ذلك يجعلك أقرب لفهم نفسك واختياراتك أكثر.
3- ما هي قدراتك؟
يجدر بك أن تعرف ما هي قدراتك الحالية؟ لأنها ستؤثر حتمًا على اختيارك للتخصص الجامعي. يُقصد بالقدرات هنا مهاراتك الدراسية مثل الحفظ السريع، أو الفهم العميق للمعلومة، أو الرسم أو حل المسائل الحسابية ببراعة أو شرح المعلومات لزملائك.
تقودك هذه المهارات إلى تخصصات جامعية محددة، مثل: حل مسائل الرياضيات ببراعة يقودك إلى تخصص الهندسة، الرسم يقودك إلى تخصصات الفنون، مهارات الشرح وتبسيط المعلومة تقودك إلى تخصص التربية.
4- استعن بدليل التخصصات الجامعية
غالبًا ما تقدم الجامعات دليلًا تعريفيًا بالتخصصات الجامعية غنيًا بالمعلومات التي يتساءل حولها الطلاب، مثل: عدد سنوات الدراسة، الأقسام والشعب الدراسية المتاحة، كون الجامعة معتمدة أم لا، المستقبل المهني الذي يتيحه هذا التخصص، والكثير من التفاصيل. سواءً كان هذا الدليل بنسخةٍ ورقية أو إلكترونية على موقع الجامعة، فإنه سيضيف إليك المعلومات الناقصة، وسيساعدك في حسم قرارك.
يمكنك أن تجد دليلًا للتخصصات الجامعية على مستوى دولتك على شبكة الإنترنت.
أو الأسهل أن تقوم بالتواصل مع خبرائنا لمساعدتك في اختيار التخصص الأنسب لك والجامعة المناسبة.
5- التخصص الجامعي هو اختيار شخصي
لا يتوجب عليك إرضاء جميع من حولك عند اختيار التخصص الجامعي الخاص بك، بل يجب عليك اختيار ما هو مناسب لك وفقًا لرؤيتك الخاصة ومهاراتك وقدراتك واهتماماتك. لأن ما يناسبك ليس بالضرورة مناسبًا وملائمًا لغيرك والعكس صحيح.
تذكر أن العالم في تطور وتغير مستمر لذا يجب عليك أن تفكر بطريقة متقدمة مواكبة لهذه التغيرات، لا تكن تقليديًا في اختيار تخصصك الجامعي لأن العالم من حولك لا يسير بهذه الطريقة.
6- خدعوك فقالوا: هذا تخصص رائع وهذا تخصص سيء!
حان الوقت لهدم هذه الأفكار السامة. جميع التخصصات موجودة بالجامعات لأنها علوم قائمة بحد ذاتها، لها فروع وتتعلم خلالها أُسس وتطبيقات ولها مِهنٌ متعلقة بها. لا يوجد تخصص غير نافع أو سيء، كل ما في الأمر أن الطلب قد ينخفض على بعض المهن أو التخصصات في دولتك، لكن قد تجد دولًا أخرى بحاجة إليه بكثرة.
وعلى النقيض الآخر هناك تخصصات مفضلة وبراقة لدى البعض، لكن مع زيادة الإقبال عليها انخفض الطلب عليها في سوق العمل ولم تعد مطلوبة. اختر التخصص الجامعي عن اقتناع تام وليس تحت تأثير المجتمع.
7- سوق العمل ماذا يقول؟
اجمع الآراء والأخبار بشأن سوق العمل الحالي والمستقبلي في دولتك وبشكل عالمي كذلك، أي وظائف العمل التي يتزايد الطلب عليها هذه الآونة؟ هل هذا التخصص يتيح لك فرص عمل مناسبة بالنسبة لك؟ هل من الأفضل أن تحصل على شهادة بالخارج؟ يمكنك جمع إجابات عن نمط العمل والأجور لهذه المهن التي يتيحها لك هذا التخصص.
8- استفسر من خريجي التخصصات المختلفة
يمكنك التواصل مع الخريجين من تخصصات متنوعة في محيط الأقارب والجيران أو نادي اجتماعي بالمنطقة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، اطرح كل الأسئلة التي تدور في ذهنك حول أساليب الدراسة ومدى صعوبتها وسوق العمل عند التخرج.
ستجد إجابات حديثة ومفيدة إلى حدٍ كبير عند اختيار تخصصك الجامعي.
9- لا تنس القدرة المادية!
ترتفع التكاليف الدراسية للجامعات بشكلٍ مُرهِق بالنسبة لأولياء الأمور، وأحيانًا يقف ذلك عقبة في طريق طموحات الطالب وقد يمنعه من الالتحاق بالتخصص الذي يحلم به. تستطيع الاستعلام عن تكاليف الدراسة السنوية للتخصص الذي ترغب به قبل الالتحاق بالجامعة.
يمكنك الانضمام إلى منح السفر الدراسية المجانية أو المنخفضة التكاليف لتحقق طموحك وتدرس تخصصك الجامعي المناسب.
10- التخصص الجامعي ليس نهاية العالم
هناك إحصائية تشير إلى أن 30% من الموظفين يعملون بوظيفة مختلفة تمامًا عن تخصصهم الجامعي. بالطبع اختيار تخصصك الجامعي أمرٌ بالغ الأهمية لأنه يرتبط بأربعة أعوام أو أكثر بالمستقبل، لكن قد تتغير الأمور وتخرج عن المخطط.
مثل جائحة كورونا التي قلبت العالم كله رأسًا على عقب! اختلف العالم كثيرًا من بعد تلك الجائحة. كن على استعداد لتتعلم المزيد دائمًا وأن تمتلك مهارات متنوعة. احرص على أن يكون عقلك مرنًا ومنفتحًا لتواجه طوارئًا مثل هذه بأقل الخسائر. لا عيب في تغيير مسار الخطط، لأننا أيضًا نتغير باستمرار والعالم يتغير من حولنا.
ختامًا تستطيع الآن التخلص من التشتت أضفنا لك معنى التخصص الجامعي، وكيف عليك اختيار التخصص الجامعي، وما هي الأمور التي يجب مراعاتها والأفكار التي يجب إعادة النظر فيها.
إذا واجهتك صعوبة في اختيار تخصصك الجامعي يمكنك التواصل معنا..