تركيا كوجهة أولى للطلاب الدوليين
تصنف جمهورية تركيا كواحدة من أكثر الدول جذبًا للطلاب الأجانب لاستكمال دراستهم الجامعية والدراسات العليا بها، طبقًا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، حيث يصل عدد الطلاب الأجانب بها نحو 300 ألف طالب، من ضمنهم 30 ألف طالب عربي.
توفر وزارة التعليم العالي في تركيا خيارات دراسية مختلفة تناسب جميع الطلاب، مثل: الجامعات الحكومية، الجامعات الخاصة، المعاهد، الدراسات العليا، الدراسة باللغة التركية، الدراسة باللغة الانجليزية، المنح الدراسية المجانية بالكامل، المنح الدراسية المخفضة بنسبة 75% و50% و25%، وغير ذلك.
تضاعف عدد الجامعات التركية في السنوات الأخيرة ليزداد إلى 180 جامعة تركية، كما تحرص هذه الجامعات على توفير العديد من التخصصات الأكاديمية المتنوعة، مما يجعلها وسيلة لتحقيق أحلام الكثير من الطلاب، خاصةً إذا كان التخصص الأكاديمي نادرًا أو غير متوفر في بلادهم.
كل ما سبق ذكره هو من أهم أسباب أخذ العديد من الطلاب قرار الدراسة في الخارج واستكمال تعليمهم في إحدى الجامعات التركية. تشمل تجربة الدراسة في الخارج والسفر دروسًا وفوائد أخرى، عليك أن تأخذ فكرة عنها.
فوائد الدراسة في الخارج والسفر
من الجدير بالذكر أن تجربة الدراسة بالخارج والسفر لدولة أجنبية أمرٌ صعب على الطلاب الأجانب، خاصةً الذين لم يخرجوا من بلدتهم والحي الخاص بهم من قبل. يتعلم الطالب الكثير من الدروس والتجارب الحياتية في السفر، كما تؤثر على أطوار شخصيته الجديدة، إليك هذا التأثير:
1-تغيير جذري في شخصية الطالب، حيث يتحول من شخص بلا أي مسؤوليات سوى دراسته إلى شخص مسؤول عن دراسته وصحته والالتزام بمواعيده وحل الفروض والواجبات الدراسية، وإدارة مصروفاته ونفقاته الشهرية بشكل سليم.
2-الخروج من الدائرة المغلقة إلى أماكن أوسع. يظل الطالب يتحرك في نطاق محدود بين البيت والمدرسة والحي، لكن الأمر يختلف في الحياة الجامعية في تركيا. يمكنك أن تختار تمشية طويلة إلى مكان يتمتع بالطبيعة الخضراء الخلابة أو المسطحات المائية الزرقاء النقية.
3-تعدد الخيارات والقرارات من حولك، يجعلك تتعلم المسؤولية تجاه رغباتك وتوجهاتك أكثر.
4-تجربة العديد من الأنشطة والهوايات الجديدة التي تتوفر في البلدان السياحية والترفيهية مثل جمهورية تركيا.
5-الحصول على إرث ثقافي وتاريخي هائل عند التعرف أكثر على تاريخ البلد الذي تسافر إليه.
6-بناء علاقات جديدة مع شخصيات من بلاد مختلفة، قد ينتج عن هذه العلاقات تأثيرات إيجابية على شخصيتك.
أهم المدن التركية التي يقبل الطلاب الأجانب على الدراسة فيها:
يتزايد عدد الطلاب الأجانب في جمهورية تركيا كل عام بشكل كبير، لكن هؤلاء الطلاب يتجهون دائمًا إلى أكثر المدن حيوية وازدحامًا في تركيا، على سبيل المثال: اسطنبول، أنقرة، أنطاليا، بورصة، إزمير
اسطنبول
تتميز مدينة اسطنبول بكونها من أكثر المدن شهرة وازدحامًا بالسكان والمناطق العمرانية. كما تتمتع بشبكة نقل وخطوط مواصلات قوية تسمح لسكانها بالتنقل بكل سهولة في كل أرجاء المدينة. يتوفر بها عدد كبير من الجامعات التركية قرابة 75 جامعة ذات مستوى تعليمي مرموق وشهادة معتمدة عالميًا، على سبيل المثال: جامعة اسطنبول بيلجي، جامعة سابانجي، جامعة اسطنبول ميديبول، جامعة بهتشه شهير.
أنقرة
أنقرة هي عاصمة جمهورية تركيا السياسية وتقع في وسط تركيا، كما تتشابه مع مدينة اسطنبول في قوة البنية التحتية وشبكة النقل المتطورة. تتميز العاصمة بانخفاض تكاليف المعيشة والدراسة ونفقات السكن فيها بالمقارنة مع مدينة اسطنبول، بالإضافة إلى كونها أقل ازدحامًا وصخبًا. تحتوي مدينة أنقرة على الكثير من الجامعات التركية لذلك تعد خيارًا ثانيًا أمام الطلاب بعد اسطنبول.
أنطاليا
تشتهر مدينة أنطاليا بالأماكن السياحية الطبيعية والمعمارية، حيث يوجد بها ساحل مطل على البحر الأبيض المتوسط، والعديد من المواقع والمباني ذات طابع العمارة الرومانية، والبيزنطية، والعثمانية، مثل: المبنى القديم، مسجد يفليف منارة. هناك أيضًا عدد من المباني ذات الطابع الإسلامي، مثل: مسجد آهي يوسف ميسيدي، مسجد مراد باشا، مسجد سنان أفندي. لا تخلو مدينة أنطاليا من عدد من الجامعات التركية المرموقة.
بورصة
مدينة بورصة لها نصيب كبير من الكنوز التاريخية والثقافية، لما تحتويه من مخطوطات عتيقة منها مخطوطات عربية. تعد بورصة من الخيارات المناسبة للكثير من الطلاب بسبب قوة شبكة النقل بها وانخفاض تكاليف المعيشة، كما تتمتع بالمشاهد الطبيعية الخلابة التي تساعد على السكينة والهدوء. تحظى جامعات مدينة بورصة برضا الطلاب عن مستوى جودة التعليم بها.
إزمير
إن مدينة إزمير معروفة ومألوفة لدى العديد من الطلاب بسبب المساكن الطلابية فيها مثل: أسلانجاك وكوناك. تعد مدينة إزمير من أكثر المدن ازدحامًا بالسكان بعد اسطنبول وأنقرة، وهي ميناء التصدير الأول، ويقام فيها معرض سنوي تجاري ضخم. كما يباع فيها العديد من المحصولات الزراعية.
جوانب من الحياة الطلابية في اسطنبول
يحظى الطلاب الدوليين بتجربة فريدة من نوعها عند السفر لمدينة اسطنبول، سواء كان الهدف من هذه الرحلة دراستهم الأكاديمية أو أبعد من ذلك مثل العمل والعيش فيها لسنوات أطول. إليك أهم الجوانب من الحياة الطلابية في اسطنبول:
أولًا:جانب التعليم
يقضي الطلاب الدوليين والأتراك على الأقل اربعة أعوام من عمرهم خلال عملية الدراسة الأكاديمية، فمن الضروري الاهتمام بتحسين وتطوير مناهج التعليم لأجل وقت هؤلاء الطلاب وخلق مصير أفضل لهم، وهذا ما تلتزم بتحقيقه جمهورية تركيا باستمرار. تخضع الجامعات التركية لاختبارات ذاتية وخارجية من لجان تحقيق الجودة التعليمية التي تضع معايير محددة للتعليم المرموق المعترف به عالميًا.
تحرص وزارة التعليم العالي على توفير أكبر عدد ممكن من أعضاء هيئات التدريس التي تتمتع بالخبرة الطويلة والكفاءة الحقيقية على المستوى النظري والتطبيقي. تتميز الجامعات التركية ببنيتها التحتية المتطورة التي تشمل قاعات دراسية واسعة لاستيعاب الطلاب، وتحتوي هذه القاعات على شاشات ذكية وأجهزة ومعدات متقدمة تجعل من عملية التعليم أمرًا سهلًا وسلسًا على الطلاب.
معظم الجامعات التركية مجهزة بالمراكز البحثية لتساعد الطلاب في عمليات البحث العلمي، بالإضافة إلى المعامل الطبية والمستشفيات الجامعية المليئة بالعيادات والوحدات الطبية ومراكز التدريب لضمان وإلزام الطلاب باجتياز تدريباتهم العملية ومشاريع التخرج
من أبرز الجامعات التركية في اسطنبول: جامعة بهتشه شهير، جامعة اسطنبول بيلجي، جامعة سابانجي، جامعة اسطنبول ميديبول
ثانيًا: الجانب الروحاني والعبادات
تتسم جمهورية تركيا بالطابع الإسلامي وأغلب سكانها مسلمي الديانة، إلا أن تركيا دولة علمانية حيث لا يوجد دين رسمي للدولة كما أن الدستور التركي يمنع تأسيس حكم ديني. تسمح جمهورية تركيا بحرية الأديان، كما تقوم دائرة الشؤون التركية بالاهتمام بتشييد وإصلاح دور العبادة المختلفة في أنحاء البلاد. يصل عدد المساجد والجوامع في جمهورية تركيا إلى 75000 مسجد يفتحون أبوابهم للمصلين كل يوم.
من أشهر أنواع السياحة في جمهورية تركيا هي السياحة الدينية، بسبب الفن المعماري والزخارف العتيقة المميزة التي تجدها في الكثير من دور العبادة القديمة التي تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا، مثل: جامع السلطان أحمد، جامع آيا صوفيا، جامع الفاتح، جامع تشامليجا، جامع مقداد
ثالثًا: الجانب الاجتماعي
موقع جمهورية تركيا الجغرافي المتميز الذي يجمع بين قارتي آسيا وأوروبا، ويقع بين مجموعة من الدول وهي: اليونان، بلغاريا، أذربيجان، إيران، العراق، سوريا. هذا التنوع بين تلك الدول المجاورة يخلق فرصًا كبيرة للتعرف على مزيج هائل من الثقافات والجنسيات المختلفة من الطلاب، كما يُمكِّن الطلاب من بناء علاقات جديدة مع شخصيات هامة وبارزة وأصحاب مشاريع استثمارية ناجحة.
رابعًا: الجانب الترفيهي
تهتم الجامعات التركية بمساعدة الطلاب الأكاديميين في قضاء وقتهم خارج الدراسة بطريقة نافعة ومسلية في نفس الوقت من خلال توفير العديد من الأنشطة الطلابية الترفيهية والثقافية مثل المسابقات والعروض المسرحية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 50 نادي طلابي بالكثير من الجامعات. تسمح تلك النوادي للطلاب بالمشاركة في المسابقات الرياضية والترفيهية على مستوى جمهورية تركيا.
تتميز جمهورية تركيا بالمناظر الطبيعية الخلابة سواء المساحات الخضراء الشاسعة، أو المسطحات المائية النقية، بالإضافة إلى الكثير من المعالم التاريخية والمتاحف الأثرية. يمكنك انتهاز فرصة دعم تركيا للطلاب من خلال بطاقات المواصلات المخفضة، واستخدامها للتنقل في جميع مدن جمهورية تركيا، واكتشاف أماكنها الترفيهية والسياحية الرائعة.
من أبرز الأماكن السياحية والترفيهية في مدينة اسطنبول: جزر الأميرات، السوق المغلق، تل العرائس، برج جالاتا (برج المسيح)، مضيق البوسفور.
في نهاية هذا المقال نتمنى أن يكون الطالب على دراية أكبر بمجموعة ممتعة من جوانب الحياة الطلابية في اسطنبول، بدايةً من قرار السفر إلى جمهورية تركيا والدراسة الأكاديمية بها، ومن ثم فوائد الدراسة بالخارج والسفر بشكل عام. إن كنت حائرًا إلى أي مدينة عليك أن تتجه في تركيا، قدمنا لك أيضًا نبذة بسيطة عن أهم خمسة مدن يتجه إليها الطلاب الدوليين للدراسة في جامعاتها.
كما عرضنا لك جوانب من الحياة الطلابية في اسطنبول على المستوى التعليمي، والروحاني، والاجتماعي، والترفيهي، لكي تكون مطلعًا على جميع الجوانب في هذا القرار، كما يمكنك التواصل معنا لمزيد من الاستفسارات.